الباب الأول : مباديء الفلسفة
نشأة الفلسفة
ملامح الفكر الشرقى القديم
أ- سبقت الحضارات الشرقية غيرها فى إنشاء حضارات إنسانية مزدهرة واستحداث وإبداع علوم كالرياضيات والميكانيكا والفلك والكيمياء والطب و غيرها ، فقد كانت تجمع بين (علم عملى يقوم على المشاهدة والتجربة ) ، (وتفكير ديني يقوم على النظر العقلي).
ب- وقد اهتدى حكماء الشرق بالتفكير النظري الديني إلى وجهات من النظر فى :
1- الكون وخالقه 2- أصل الموجودات ومصيرها 3- الخير والشر فى الأفعال الإنسانية .
ج- ومن أشهر حكماء الشرق :" إخناتون " فى مصر " وكونفشيوس" فى الصين و"بوزا" فى الهند و"زرادشت " فى بلاد فارس .
نشأة الفلسفة عند قدماء اليونان.
أ- ظهر الفكر الفلسفى فى اليونان فيما بين القرن السادس والقرن الرابع قبل الميلاد على يد طاليس الذى يعد من أوائل الفلاسفة ثم اكتمل نضج الفلسفة على يد سقراط وأفلاطون وأرسطو .
ارسطو
ب- تناولت الفلسفة اليونانية نفس المجالات التى نظر فيها من قبل حكماء الشرق مع الفارق فى :
1- بواعث (أهداف) التفكير 2- طرق البحث 3- وجهات النظر
حيث كانت الفلسفة اليونانية تهدف إلى كشف الحقيقة لذاتها عن طريق النظر العقلى الخالص وذلك من أجل متعة البحث العقلى وحده بصرف النظر عن الحاجات المادية فقد كانوا إذا بحثوا فى أى شئ كالنجوم أو الوجود مثلا حاولوا معرفة الحقيقة فقط دون الاستفادة من ذلك فى الحياة المادية
ج- ولكن تطورت الفلسفة بعد ذلك وحتى العصر الحالى فأصبح هدف الفلاسفة محاولة :
1- تنظيم الحياة 2- توجيه الحضارة الإنسانية 3- الارتقاء بحياة البشر.
س1: تناولت الفلسفة اليونانية نفس المجالات التى نظر فيها حكماء الشرق من قبل مع وجود اختلاف... ما هى تلك المجالات وما الاختلاف؟
تعريف الفلسفة :
الأصل اللغوى :كلمة فلسفة كلمة يونانية قديمة مركبة من مقطعين هما : " فيلو" بمعنى حب
و " سوفيا" بمعنى حكمة وكلمة "فيلسوفيا" تعنى محبة الحكمة والفيلسوف هو محب الحكمة .
و " سوفيا" بمعنى حكمة وكلمة "فيلسوفيا" تعنى محبة الحكمة والفيلسوف هو محب الحكمة .
ب- ويعد فيثاغورث الفيلسوف اليونانى أول من استخدم لفظ فلسفة فقد عارض استخدام لقب حكيم لأنه رأى أن الحكمة لله وحده وأن الإنسان مهما بذل من جهد فلن يبلغ الحكمة فرأى أن من الأفضل استخدام اسم فيلسوف أى محب الحكمة وهو الإنسان الذى يسعى للوصول إلى الحكمة .
س: عارض فيثاغورث استخدام لقب حكيم . (علل صحة أم خطأ العبارة) .
التعريفات العامة للفلسفة :
لم يتفق الفلاسفة حول وضع تعريف واحد للفلسفة غير أن كل التعريفات تشترك فى أن الفلسفة بحث فى المشكلات الكبرى والتفسير الشامل للعالم ومصير الإنسان .
1- التعريف الأول : الفلسفة هى العلم الكلى الذى يبحث فى أصل الكون والطبيعة والإنسان بهدف كشف الحقيقة لذاتها .
ومن هنا تصبح الفلسفة علم العلوم لأنها تبحث فى الموجودات ككل أى تبحث فى أصل الأشياء وحقائق الموجودات وذلك لمعرفة العلل البعيدة والمبادئ الأولى .
2- التعريف الثانى : الفلسفة وجهة نظر أو رؤية فكرية شاملة إزاء الحياة والإنسان والعالم .
ومن هذا التعريف نجد أن الفلسفة تهتم بالبحث فى معنى الحياة وتهتم بمشكلات الإنسان وتوجيه سلوكه وبذلك يصبح كل إنسان فيلسوف لأن لكل إنسان وجهة نظر خاصة به فى الحياة والإنسان . والمجتمع يسير فى طريقة التفلسف إذا واجه مشكلات الحياة بشكل واعى نقدى .
أهمية الفلسفة للإنسان :
أولاً: إشباع الرغبة الطبيعية لدى الإنسان للمعرفة :
الإنسان بطبعه لديه الرغبة إلى حب الإطلاع واكتشاف المجهول والفلسفة تحاول إشباع تلك الرغبة الطبيعية حيث أنها تناقش موضوعات كثيرة وتحاول تقديم إجابات لها وعلى الرغم من أنها لا تقدم إجابات حاسمة إلا أنها تشبع رغبة الإنسان للمعرفة .
ثانيا:ً تنمية قدرات التفكير وحل المشكلات :
أ- تساعد الفلسفة على تنمية الروح الفلسفية النقدية فى دارسها وتتمثل تلك الروح فى :
1 - استقلال الفكر المستنير 2- النقد العقلى الذى لا يسلم بشئ تسليم أعمى
3- التساؤل المستمر والدهشة 4- توسيع آفاق العقل والاستعداد للتأمل .
ب- كذلك تساعد الفلسفة على تقوية إحساس الفرد بمشكلاته ومحاولة مواجهتها والبحث عن حلها.
ثالثاً : تكوين وجهة نظر شخصية عن الحياة والإنسان :
أ- تساعد الفلسفة الفرد على أن يتخلص من حالة الجمود العقلى وعلى أن يفكر بنفسه لا أن يفكر له الآخرون .
ب- تعوده على أن يناقش الآراء و ينقدها التى تصل له من الغير .
ج- ثم بعد ذلك تساعده على أن يقدم وجهة نظره الخاصة مدعمة بالأدلة المنطقية.
رابعاً: تنمية وعى الإنسان وفهمه لذاته وعالمه.
*** تساعد الفلسفة الفرد على :
1- البحث فى الوجود الذى يحيط به ومحاولة فهمه 2- أن يحدد مكانته
3- أن يفهم نفسه ويحدد الغايه من حياته 4 - مواجهة مشكلاته
5- تحديد أهدافنا ومثلنا العليا 6 - تحديد غايات المجتمع الذى يعيش فيه .
خامساً : إقامة الإيمان الدينى على أساس عقلى:
أ- الفلسفة لا تؤدى إلى الكفر والإلحاد كما يظن بعض الناس خطأ ولكنها تحاول أن توفق بين العقل والدين .
ب- الفلسفة تقدم الأدلة على وجود الله وجعل الحقائق الموحى بها من الله تتفق مع مبادئ العقل.
ج- والدين الإسلامي يدعو إلى استخدام العقل كما فى قول الله تعالى " إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ " فالقرآن يناشد العقل ويحثه على البحث ليستدل من براعة الصنع على عظمة الصانع عز وجل .
س: الفلسفة تؤدى إلى الكفر والإلحاد . ( علل صحة أو خطأ العبارة)
أهمية الفلسفة للمجتمع :
أولاً: تحليل ونقد الواقع الاجتماعي وكشف مشكلاته .
أ- تساعد الفلسفة الإنسان على تحليل الواقع الاجتماعي والكشف عن أمراضه ومشكلاته ومحاولة الإسهام فى تغييره وإصلاحه .
ب-ومن أهم وظائف الفلسفة النقدية هى تحليل مشكلات الواقع الثقافى والاجتماعي بهدف: 1- محاولة التوفيق بين الحياة الاجتماعية والأهداف العامة للعصر .
2- البحث عن أصول المشكلات وجذورها .
2- البحث عن أصول المشكلات وجذورها .
ثانياً : تقديم حلول مقترحة للمشكلات الاجتماعية :
1- لا تكتفى الفلسفة بتغيير الواقع الاجتماعي وكشف مشكلاته بل تقدم الحلول الممكنة لتلك المشكلات التى يعانى منها الإنسان مثل مشكلة الحرية ، الديمقراطية العدالة ، علاقة الفرد بالدولة والحرب ، العولمة وغيرها.
2- كما تبحث عما ينبغى أن يكون عليه تنظيم المجتمع لتحقيق أهداف عليا مثل الحرية والأمن والعدالة والرفاهية ومحاولة المحافظة على القيم والمبادئ فى المجتمعات .
ثالثاً: تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته :
الفلسفة من أهم مقومات الحضارة الإنسانية وبغيرها لا تنكون حضارة ويرى " ديكارت" الفيلسوف الفرنسى أن" الفلسفة وحدها هى التى تميزنا عن الأقوام المتوحشين الهمجيين وأن تقدم الأمم يقاس بمدى شيوع التفلسف " ما رأيك فى تلك المقولة ؟
ومن أمثلة الفلاسفة الذين نهضوا بمجتمعاتهم :
برتراند راسل : نادى بالسلام العالمى ، وكان له دور كبير فى مناهضة التجارب الذرية ودعا إلى استقلال الشعوب من الاستعمار وهاجم سياسة بلاده الاستعمارية ، أقام محكمة رمزية لمحاكمة رؤساء الدول الاستعمارية .
س: للفيلسوف دور فى تحقيق ارتقاء المجتمع ونهضته . (وضح مع ضرب مثال)
مقارنة بين خصائص كل من الأسلوب الفلسفى والأسلوب العلمى .
ظلت الفلسفة علم العلوم حتى أوائل عصر النهضة الأوربية فى القرن 16 م حيث كان موضوعها يشمل كل المعارف الإنسانية من إلهيات وطبيعيات ورياضيات وإنسانيات وفنون ولكن بسبب اكتشاف المنهج التجريبى وظهور الحاجة إلى التخصص انفصلت الطبيعيات والإنسانيات عن الفلسفة واستخدمت المنهج التجريبى كما انفصلت الرياضيات واستخدمت المنهج الاستنباطي ولم يبق للفلسفة سوى الموضوعات المجردة شديدة التعقيد التى لا يمكن إخضاعها للمنهج التجريبى .
وجه المقارنة |
الأسلوب الفلسفى
|
الأسلوب العلمى
|
الموضوع
|
يهتم بدراسة الموضوعات الكلية المجردة من المادة مثل أصل الكون وطبيعته وغايته وطبيعة المعرفة الإنسانية ومصدرها وحدودها والحرية والحق والخير والجمال
|
يهتم بدراسة الجزئيات المادية المحسوسة مثل " النبات والصوت والضوء وطبقات الأرض وسلوك الإنسان والحيوان ويعتمد على الملاحظة والتجربة
|
المنهج
|
يتبع الأسلوب الفلسفى المنهج العقلى التأملى التحليلى النقدى
1. عقلى : لاعتماده على العقل2. تأملى : لأنه يعكس رؤية الفيلسوف الشخصية
3. تحليلى : لأنه ينفذ إلى المجهول ويوضح ملامحه(العلل البعيدة)
4. نقدى: لأنه ينقد آراء السابقين ويوضح مواطن ضعفها وقوتها
|
يتبع الأسلوب العلمى المنهج التجريبى وخطواته وهى :
1- الشعور بوجود مشكلة
2- تحديد المشكلة
3- جمع المعلومات
4- فرض الفروض
5- التحقق من الفروض بالتجربة
6- وضع قانون عام يفسر المشكلة وله صفة التنبؤ والتعميم
|
الهدف
|
الوصول إلى العلل البعيدة أو المبادئ الأولى وهى علل عقلية مجردة يصل إليها بالمنهج العقلى ويحاول الإجابة على السؤال: لماذا تحدث الظاهرة؟
|
الوصول إلى العلل القريبة أو الأسباب المباشرة وهى علل مادية مثل تفسير نيوتن لسقوط التفاحة إلى الأرض بالجاذبية الأرضية ...وكان سؤال العلم هو كيف تحدث الظاهرة ؟
|
طبيعة الحكم
|
الأسلوب الفلسفي ذاتي لأن الفيلسوف يتأثر بخبراته وظروف عصره ومجتمعه ويعبر عن هذا فى مذهب فلسفى . وتتعدد المذاهب الفلسفية وكلها على صواب والعبرة بمدى قدرته على الإقناع
|
الأسلوب العلمى موضوعي حيث يدرس الموضوعات كأشياء لها وجودها الخارجى المستقل عن الذات
|
أهمية كل من الأسلوبين
|
الوسيلة الوحيدة لفهم وتفسير الحقائق المعنوية بالبحث عن العلل البعيدة
|
الوسيلة الوحيدة لفهم وتفسير الظواهر الطبيعية والبيولوجيةوالإنسانية والاجتماعية
|
التكامل بين الفلسفة والعلم:
1- على الرغم من الاختلاف القائم بين الفلسفة والعلم فإنهما لم ينفصلا أبداً انفصال كامل ولا ينبغى أن ينفصلا على الإطلاق لمصلحة الفلسفة والعلم والتقدم البشرى.
2- استقلال العلم عن الفلسفة أمر لم يكن معارض أو فيه عداء لها ولكن أمر كان سببه "التخصص فى موضوعات الدراسة " واختيار طرق البحث العلمية والملائمة لموضوع كلا منهما .
3- العلم يكتفى بقطع أجزاء من الصورة الكاملة للوجود لمعرفة أسبابها القريبة أو المباشرة بينما الفلسفة تهتم بالكل أكثر من الأجزاء وتبحث عن العلل البعيدة والمبادئ الأولى وبذلك تلتحم الفلسفة مع العلم لإعطائنا الصورة الكاملة .
4- كلاً من الميدانين يخدم الآخر فالتقدم العلمى يثرى الفلسفة ونظرياتها والفلسفة تسبق العلم إلى غزو المناطق المجهولة فى دنيا الحقائق مثال طاليس الفيلسوف اليونانى القديم الذى أكد أن الماء أصل الأشياء جميعها وبعده بخمسة وعشرين قرناً جاء العلم ليثبت ذلك .
أهمية تعلم الفلسفة :
الفلسفة هى جملة المعارف والمذاهب التى توصل إليها الفلاسفة للكشف عن الحقيقة مستخدمين المنهج التأملى العقلى وترجع أهمية تعلمها إلى أنها:
2- تعلم دارسيها أن الحقيقة أكبر من أن يدركها عقل واحد فيتحلى بالتواضع والتسامح .
3- أكثر إيقاظاً للعقل حيث تجعل دارسها كثير التساؤل " هل هذا صحيح أم لا . ولماذا " أكثر من باقى العلوم التى تقرر ما أثبت العلماء صحته ويكون دور الإنسان أن يحفظ ويخزن فقط
4- تقيم فى دارسها محكمة عادلة بين" الأنا" و"الآخر" فتعود الإنسان على النقد .
س: ما أهمية أن نتعلم الفلسفة ؟
أهمية التفلسف :
التفلسف هو استخدام المنهج الفلسفى فى تناول أمور الحياة وفهم الواقع الإجتماعى " قضاياه ومشكلاته" فيصبح الهدف من تعليم الفلسفة هو اكتساب مهارات التفكير الفلسفى أن نتعلم كيف نفكر وكيف نحسن استخدام عقولنا .
واكتساب تلك المهارات يعد مهم جدا لإنسان العصر( عصر العولمة ) المعلوماتية والغزو الثقافى والذى ولد مشكلات وقضايا فلسفية لم تعرفها الإنسانية من قبل مما فرض على إنسان العصر التفكير بعقل فلسفى تأملى تحليلى نقدى .
ممتاز
ردحذفممتاز استاذ فهد
ردحذفالله ينور عليك استاذ فهد .
ردحذفالله يخليك استاذ سيد
ردحذفرائعه جدا
ردحذفJAMIL JIDAN
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفبالتوفيق إن شاء الله
ردحذف